تلقى أمين الفتوى بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان الكريم لهذا العام، العديد من التساؤلات المتعلقة بالصيام وبعض الأفعال التي تم التساؤل عن حكمها ومدى تأثيرها على صحة الصيام أو بطلانه، وكان من بين الأسئلة التي تم استقبالها بهذا الشأن، سؤال حول “حكم تعمد الصائم ابتلاع الريق أو بقايا الطعام من الحلق”، ليجيب أمين الفتوى عن هذا التساؤل بشيء من التفصيل.
حكم تعمد الصائم ابتلاع الريق أو بقايا الطعام من الحلق
وجاءت إجابة أمين الفتوى على هذا التساؤل، والتي كان قد تم نشرها، ليوضح من خلالها، أن ابتلاع الريق لا يؤثر مطلقًا على صحة الصوم، كما أن المرء ليس مطالبًا بإخراجه، ولكن في حال قام الصائم، بإخراج الريق من فمه وطرحه، فهو لا حرج عليه في هذا الأمر، ولكن العلماء قد أجمعوا، على كراهة جمع الريق بالفم ومن ثم بلعة، فقال النووي في ذلك وكان النووي قد قال في هذا الأمر “ابْتِلَاعُ الرِّيقِ لَا يُفْطِرُ بِالْإِجْمَاعِ، إذَا كَانَ عَلَى الْعَادَةِ؛ لِأَنَّهُ يَعْسُرُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ. انتهى.”.
بينما بالنسبة لبقايا الطعام التي قد تتجمع بالفم، وحكمها بالنسبة للصائم، فهل يقوم بابتلاعها أم لا، فكان ابن قدامه قد أوضح في هذا:
ومَنْ أصْبَحَ بين أسْنانِه طَعامٌ؛ لم يَخْلُ من حالَيْنِ:
أحدُهما: أن يكونَ يَسِيرًا لا يُمْكِنهُ لَفْظُهُ، فَازْدَرَدَهُ؛ فإنه لا يُفْطِرُ به؛ لأنَّه لا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ منه، فأشْبَه الرِّيقَ. قال ابنُ المُنْذِرِ: أجْمَعَ على ذلك أهْلُ العِلْمِ.
الثاني: أن يكونَ كَثِيرًا يُمْكِنُه لَفْظُه؛ فإنْ لَفَظَه؛ فلا شيءَ عليه، وإن ازْدَرَدَه عَامِدًا؛ فَسَدَ صَوْمُه في قَوْلِ أكْثَر أهْلِ العِلْمِ
